عمر الانسان في هذه الدنيا من قضاء الله وقدره
إن كنت في الأربعين، أو اقتربت من الأربعين، أو تجاوزتها بقليل، فاعلم أن الأربعين هو السن الوحيد الذي خصه القرآن الكريم بدعاء مميز ..وفي الأربعين تبدأ مرحلة منتصف العمر، يبدأ السؤال القاسي قال الله تعالى :
﴿ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾
الموت والأجل من قضاء الله وقدره الذي كتبه في اللوح المحفوظ عنده سبحانه قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة ، فلا يلحقه تغيير ولا تبديل ؛ فقد كتبه سبحانه بعلمه الذي لا يخطئ ، ومشيئته التي لا تتخلف .
فهو دعاء مؤثر، يتضمن الشكر عما مضى، والدعاء للآتي، وإعلان الولاء لهذا الدين.
أكد العلماء على أهمية هذا الدعاء، وخاصةً لمن بلغ الأربعين، وأنه سببٌ لقبول الأعمال، فقد قال سبحانه بعد هذه الآية :
﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾
وقال رسول الله ﷺ:
( معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين ) وفي رواية أخرى : ( وأقل أمتي أبناء السبعين )
[صحيح الجامع ]
فالذي تجاوز الأربعين أو الخمسين سنة يجب أن يعلم أنه على الأغلب قد بقي له أقل مما مضى
من أسرار سن الأربعين
المتتبع في سنن الله في امره وشأنه سبحانه وتعالى و الباحث ليؤكد الاكتشاف العلمي الجديد أنه لا يكتمل نمو الدماغ إلا مع نهاية سن الأربعين وهذا السن حدده القرآن قبل أربعة عشر قرناً، فمن المعلوم أن الوحي قد نزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سن 40، ولابد من وجود حكمة من هذا العمر، لأن الله تعالى لا يختار شيئاً إلا وفيه حكمة عظيمة. وربما تتضح لنا بعض جوانب الحكمة أن نمو الإنسان وكمال عقله لا يحدث إلا في نهاية الأربعينيات من عمر الإنسان.و
تظن أنك تصبح ناضجاً بشكل كامل في سن21 ولكن البحث الجديد يقترح بأن دماغك لا يتوقف عن النمو حتى أواخر سن الأربعين. واستخدم العلماء في هذا الاكتشاف ما يسمى بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI وهو جهاز متطور جداً يقيس نشاط وتغيرات مناطق الدماغ بشكل مذهل، وقبل مجيء القرن الحادي والعشرين لم يكن لدى أحد من العلماء علم بأن نمو الدماغ لا يكتمل إلا في نهاية الأربعينيات من عمر الإنسان!
ويؤكد البحث الجديد أن المنطقة التي تستمر في النمو هي منطقة الناصية أو ما يسميه العلماء prefrontal cortex أعلى ومقدمة الدماغ، وهذه المنطقة مهمة في اتخاذ القرارات والتفاعل الاجتماعي ومهام شخصية أخرى مثل التخطيط والسلوك وفهم الآخرين والتي تميز البشر عن غيرهم من المخلوقات.
وهنا نتذكر آية عظيمة يؤكد فيها الله على أهمية الناصية، يقول تعالى على لسان نبيه هود عليه السلام مخاطباً قومه: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56]. وكذلك كان النبي يقول في دعائه لربه: (ناصيتي في يدك)، وسؤالنا لكل مشكك: كيف علم النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام بأهمية الناصية؟
اونتذكر الآية من جديد، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) [الأحقاف: 15]، ونقول سبحان الله! من الذي علم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وحدد له هذا السن بالذات؟ هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أهمية هذا العمر ليختاره لبداية نبوّته أم أن الله هو الذي اختاره وهو الذي يعلم السرّ وأخفى؟ وسؤالنا لكل من يشك برسالة الإسلام: كيف علم هذا النبي الكريم بأن سن الأربعين هو الحد الفاصل بين اكتمال القدرات العقلية للإنسان ومن تراجع هذه القدرات؟ أليس علماء الغرب والباحثين في هذا الميدان اليوم يؤكدون أنهم لم يكتشفوا هذه الحقيقة إلا أواخر عام 2010؟ ولم يدركون حقيقة الامر إنها حقائق تشهد على صدق هذا النبي الخاتَم، وصدق رسالة الإسلام.
أداء الدماغ يتراجع بعد سن 40 لا تزال أسرار القرآن تنكشف أمامنا يوماً بعد يوم، واليوم نعيش مع دراسة جديدة تؤكد أن القدرات العقلية تبدأ بالتراجع عند سن مبكرة.
هناك العديد من الأدعية التي ذكرت في القرآن الكريم، ومن هذه الأدعية دعاء ذكر في كتاب الله لمن بلغ سن الأربعين، يقول الله تعالى في سورة الأحقاف (آية: 15): {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
ذكرت هذه الآية الكريمة دعاء لمن بلغ سن الأربعين، فالدعاء شمل عدة جوانب:أولها: شكر النعمة التي أنعمها الله على عبده وعلى والديه.
المصدر : https://wp.me/pen5uR-2vd
عذراً التعليقات مغلقة