كيف استمرت أقدم أشكال الحياة في الوجود على سطح الأرض لنحو 3.5 مليار عام؟
يسعى المنهج العلمي فى التحقيق إلى التعرف على ظاهره قديمة من خلال محاولة إعادة إنتاجها عن طريق إعادة الظروف التي وقعت فيها سابقا. وكلما إزداد تعقيد الظاهرة زادت درجة الصعوبة فى محاولة العلماء محاكاتها بالتجربه
لم يكن مفاجئا بالنسبة لي أن تكون رحلتي بالسيارة على ساحل القارة الأقدم على وجه الأرض عامرة بالألغاز. فخلال الرحلة، التي مضيت فيها إلى الشمال من مدينة بيرث الأسترالية صوب بحيرة ثيتيس، الواقعة على بُعد بضع ساعات منها بالسيارة، انغمست لأقصى قدر ممكن في معالم الطبيعة المتنوعة المحيطة بي، من صحراء ومحيط وسماء زاخرة بالغيوم. كنت في تلك اللحظات، على متن سيارة مفتوحة السقف ذات نوافذ ملونة مفتوحة بدورها قليلا، تمضي على الطريق السريع الواقع على ساحل غرب أستراليا، والمعروف باسم “إنديان أوشن درايف”.
ولن يصعب عليك إذا زرت هذه البقعة، أن تجد التضاريس الطبيعية فيها تتبدل وتتحول بشدة من مكان لآخر، كما لو كنت تحدق في إحدى لوحات الرسام الهولندي الراحل موريتس كورنيليس إيشر. فالمشهد هناك يتغير من بساتين للخضروات والفاكهة والورود، إلى مناطق تسودها أشجار قصيرة الارتفاع تتناثر حولها الأحجار الجيرية، على خلفية من أصوات طواحين الهواء، التي تسحب المياه من خزان مياه جوفية تكوّن في المنطقة خلال العصر الجوراسي.ولم يخل المشهد من أشجار الأوكالبتوس بيضاء الجذوع، وحولها آلاف من شجيرات تُعرف باسم “المصفورة”. وبينما حلقت حولنا بصخب أسراب من طيور الكوكاتو سوداء اللون، رأينا على قارعة الطريق عشرات من جيف حيوانات الكانغارو، التي انتهت حياتها على نحو مأساوي، ضحية لحوادث وقعت على الطريق.
المصدر : https://wp.me/pen5uR-2h2
عذراً التعليقات مغلقة