شهر الربيع وافانـا أقبل علينا هنأنا رسول الله فيه أتانا للدين حقا هدانا
اليوم العالم يعيش البلاء الرباني وكل منا كيف يعبر وكيف يشعر الآن يا عمر، توجيه نبوي شريف لسيدنا عمر لتكون وجهة قلبه بكليتها خالصة مخلصة في محبته صلى الله عليه وسلم، حيث ورد في الحديث فيما رواه الإمام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر ابن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله! لأنتَ أحبُّ إلي من كل شيء إلا نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لا! والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك”. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر”.
حديث يجلي معنى من المعاني العميقة في ديننا الحنيف، فمدار الأمر كله على هذا الحب القلبي الذي جمع الصحابة بالذات الشريفة، فالقضية ليست اقتناعا فكريا محضا ولو أن للعقل مكانته المعتبرة في الإسلام، فهم رضوان الله عليهم تعلقوا بقلوبهم أيما تعلق برسول الله، أحبوه واستشعروا بركات هذا الحب الشريف في سلوكهم، نورا أضاء منهم الجنبات وقطع بهم المسافات في مراتب القرب من الله. ولا يمكن أن نتحدث عن إيمان وإحسان دون الحديث عن المحبة، ، وعلينا أن نطبق ما جاء في الرسالة دون التفات إلى حاملها وبلا تشرب قلبي منه شرط حصول التحقق بمحبته، وهنا نستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روت أمّ المُؤمِنينَ سيدتنا عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)). (رواه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمذي، وابن حبان.
إن الأسئلة العريضة التي تتجدد كل يوم، ومع حلول كل ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم هي: ما قدر رسول الله عندنا؟ ما حظنا من الصلاة عليه؟ ما موقع سنته من حياتنا اليومية؟
وختانا إن الاحتفال الحقيقي برسولنا الكريم يكون بزيادة الأعمال التي تقرب الى المولى، والصدقات الباقيات، إلى غير ذلك من القربات، ولنحرص على أصول هذا الدين الذي جاءنا به الهادي الأمين، فإن “من حرم الأصول حرم الوصول”، وأصل الأصول: الصلاة، الصلاة، الصلاة، فهي المناجاة والنجاة، وكذا حسن الخلق، وكان خلقه القراءن فإن حسن الخلق يورث في الدنيا محبة الناس، وفي الآخرة جوار خير الناس، صلى عليه رب الناس…والتواصي بالإكثار من الصلاة على الحبيب،صلى الله عليه والإلحاح على القريب المجيب أن يكرمنا في هذه الدنيا بالحياة على سنته، والفوز في الآخرة بشفاعته.امين يارب العالمين..
المصدر : https://wp.me/pen5uR-22v
عذراً التعليقات مغلقة