بعد أكثر من عام على بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، ورغم اللقاحات الفعالة ضده وانخفاض عدد حالات الإصابة في بعض الدول، يبقى التساؤل المطروح حول إمكانية بقاء الفيروس في المستقبل.وكيف تساعد اللقاحات؟
تحتوي اللقاحات على أجزاء موهّنة أو معطلة من كائن حي معين (مستضد) تؤدي إلى استجابة مناعية داخل الجسم. وتحتوي اللقاحات الحديثة على المخطط الأولي لإنتاج المستضدات بدلاً من المستضد نفسه. وبغض النظر عما إذا كان اللقاح يتكون من المستضد نفسه أو من المخطط الأولي الذي يتيح للجسم إنتاج المستضد، فإن هذه النسخة الموهّنة لن تسبّب المرض للشخص الذي يتلقى اللقاح، ولكنها ستدفع جهاز المناعة إلى الاستجابة قدر الإمكان كما لو كانت استجابته الأولى للعامل الممرض الفعلي.
ونقل موقع “الحرة” عن موقع “ساينس أليرت” المتخصص بنشر الدراسات والأبحاث العلمية طرح سؤال حول إمكانية أن “يتوطن” في بعض المناطق، فأجاب 75 ٪ من الخبراء في علم الأوبئة بـ”نعم”.
واستطيان الفيروس يعني أن يبقى هناك أشخاص مصابون دائما، ينقلون العدوى إلى شخص آخر ثم يتعافون. وبمرور الوقت، يصيب كل شخص شخصا آخر، بحيث يظل عدد المصابين كما هو تقريبًا، أي يبقى الفيروس للأبد”، بحسب ما نقله الموقع عن البروفيسور غراهام ميدلي ، خبير في تصنيف الأمراض بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي.أوبئة سابقة
وفي هذا السياق، أشار البروفيسور جيمس وود، الخبير في الأمراض وعلم الأوبئة من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) في سيدني، إلى أنه “عندما ظهر إنفلونزا الخنازير عام 2009 ، أصبح وبائيا في غضون عام من الجائحة الأولية ودفع سلالة إنفلونزا H1N1 إلى الانقراض”.
وأضاف: “لا تزال العديد من الفيروسات التي كانت مسؤولة عن الأوبئة السابقة، بما في ذلك جائحة إنفلونزا عام 1918، منتشرة حتى اليوم”.
وشدد على أن “القضاء التام على المرض ليس بالأمر السهل“، لافتا إلى أنه “حتى الآن، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مرضين فقط تم القضاء عليهما في جميع أنحاء العالم: الجدري والطاعون البقري”.
دور اللقاحات
يذكر أنه تم القضاء على الجدري والطاعون البقري باستخدام اللقاحات، فماذا عن لقاحات كورونا؟ فهل هي قادرة على إنهاء المرض؟
أجاب الدكتور لي رايلي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن “هناك عقبة رئيسية أمام القضاء على مرض كوفيد-19، وهي أن الفيروس قادر على التحور ليصبح مقاوما للقاحات”.
وأضاف: “في الأماكن التي يوجد فيها خليط من السكان الملقحين وغير الملقحين، قد تمارس اللقاحات ضغوطا على الفيروس ليقدم المزيد من الطفرات، وستنتشر هذه المتغيرات بين الأشخاص غير الملقحين”.
وتابع: “هناك صعوبة أخرى في الوصول إلى مناعة القطيع وهي أن بعض اللقاحات المتوفرة حاليًا لا توفر مناعة بنسبة 100٪ ضد الإصابة بالمرض”.
وفقًا لـ “الحرة”، أشار البروفيسور وود من جامعة نيو ساوث ويلز، إلى أن “القيود المفروضة على قدرتنا على إنتاج اللقاح (15-20مليون جرعة في اليوم) تعني أن التغطية العالمية العالية بجرعتين ستستغرق أكثر من عام حتى مع الإمداد العادل من اللقاحات”.
كما أكد الدكتور ديفيد هايمان من جامعة ماسي أن “هناك تفاوتا هائلا في توزيع اللقاح ، حيث يتم تلقيح نسبة قليلة فقط من العالم حاليا، وهذا يعني أنه ما لم يتم حل هذا الأمر، فمن المحتمل أن يصبح الفيروس مستوطنا في تلك البلدان”.
وهنا ختم البروفيسور بالقول إن “إذا تمكنا من حماية الناس من الإصابة بمرض شديد، واستطعنا تخفيف العوارض، فقد لا يكون هناك سبب لاستئصال الفيروس والقضاء عليه تماما”.
المصدر : https://wp.me/pen5uR-2DZ
عذراً التعليقات مغلقة